-A +A
عبده خال
غالبا حينما أكتب عن التيارات الدينية الحركية أجد ردوداً متحاملة، وأصحاب تلك الردود لا يعنيهم فحوى ما أكتب: لا قراءةً ولا تدبراً، فجلهم لا يقرأ المكتوب، وألفت على هذا..

البارحة غردت بتغريدة للدعاة والوعاظ ولم أجابه بردود غاضبة أو مشينة بل على العكس كانت الردود مؤيدة بصورة ما..


والتغريدة عبارة عن رسالة للمشايخ والدعاة والوعاظ الذين لم يتفقهوا في العلوم الإنسانية والتطبيقية الحديثة، واكتفوا بقراءة الفائض من كتب السير والتاريخ الإسلامي، واستنساخ ما حدث في الفترات الموغلة في السكون، وتكرار تلك القراءات على مسامع الناس.

معتبراً أن الوقت به فرجة زمنية بسبب الحجر، وأن هذا يعتبر فرصة ذهبية لأن يؤسسوا معرفة جديدة من خلال الفلسفة والعلوم الطبيعية والتطبيقية لكي يعيشوا في قضايا العصر.

لأن صيرورة الحياة لها أحكامها المعرفية.

ونحن جميعاً لا بد من التعرف على المعرفة في عمقها الجديد، ولهذا يستوجب تهيئة العقول، وتقديم خطاب ديني على علم بمعطيات العلوم.. وأن الوقت قد حان لإعلان توقف النقل وإعمال العقل.

وحقيقة فالخطاب الديني التقليدي لم يعد له مكان في قلوب الشباب الذين على اتصال بأحدث العلوم وأحدث الفلسفات التي تتوغل في القضايا الوجودية وشرح وفق ما وصل إليه العلم الحديث. وإن خطاباً دينياً متهاوياً يقول بعدم كروية الأرض -كمثال- لهو خطاب متداعٍ لا يمكن له حمل العقول -في هذا الزمن- إلى الإيمان أو إلى التصديق بما يقال في الخطاب الديني التقليدي.

وإن كان المشايخ والوعاظ قد كبروا -سناً- وليس بوسعهم تعلم العلوم الحديثة فتكون الأمانة عدم ردهم على المتصلين بهم والسائلين في الأمور المتعلقة بالمعرفة الحديثة وأن يكتفوا بقول (الله أعلم)، وهي أيضاً فرصة للشباب الذين هيأوا أنفسهم للدعوة والوعظ أن يبدأوا من حيث انتهى المشايخ وأن يكفوا عن استنساخ الكلام المكرر وأن يحتزموا بالاطلاع على دراسة العلوم الحديثة في جميع المجالات، لكي يكون هناك خطاب ديني مقنع.

abdookhal2@yahoo.com